• منهجية تحليل نص شعري عام

    الإشكالية:أو التقديم

    هي /هو وضع النص في سياقه التاريخي الذي لا يتطلب سوى المعلومات التي تخدم النص ومعنى هذا أن قراءة النص ضرورية لانتقاء المعلومات المناسبة.ويجب أن يكون التقديم موجزا،ويُنطلق فيه من العام إلى الخاص.مثلا ظروف نشأة خطاب إحياء النموذج ودواعيه -أبرز رواده ثم الحديث عن الشاعر والعوامل المساهمة في شاعريته بإيجاز.ثم تطرح فرضية تفترض بها نوعية النص وموضوعه بشكل عام اعتمادا على مؤشرات نصية( ملفوظات من داخل النص) أو دلالية من خلال دلالة العنوان أو المطلع والبيت الأخير..وتعزز هذه الفرضية بهندسة النص(قصيدة مزدوجة الشطرين ) وحدة القافية والروي .ثم يُطرح السؤال مثل :إلى أي حد استطاع شوقي- مثلا -أن يبعث الشعر القديم بنصه هذا؟أو نحول المطلوب المصاحب للنص إلى أسئلة من قبيل:

    ما هي مضامين النص ؟وما الأساليب الفنية المعتمدة ووظائفها؟ وإلى أي حد مثل النص الخطاب الذي ينتمي إليه؟وهذه الأسئلة هي التي سيجاب عنها بالترتيب نفسه فيما يأتي:

    الفهم:الإجابة عن سؤال ماذا يقول النص؟أي المضامين.

    يتم تحديد الأفكار أو  المحتوى إحدى الطريقتين:

    أ- تلخيص مركز للأساس في النص –إذا كان لا يسمح بتقسيمه كشعر التفعيلة أحيانا-مع تحاشي استعمال عبارات النص أو ملامسة سطحه بنثر الأبيات.

    ب- تقسيم النص إلى وحدات وتحديد دلالاتها.وتقديم استنتاج جزئي حولها

    التحليل:الإجابة عن سؤال كيف قيل النص؟أي الأساليب الفنية

    يجب هنا اتباع الترتيب الآتي:

    المستوى الدالي:

    أ‌-المعجم:تحديد طبيعته من حيث القوة واللين ومدى انسجامه مع المضامين وعصر الشاعر. وجود غريب اللغة مؤشر على ارتباط الشاعر بالذاكرة الشعرية.ثم تحددالحقول المهيمنةحسب مجالاتها (الطبيعة .الذات.الاجتماع...وتبيان نوع العلاقة بينها :تكامل .تنافر. تبرير.تناقض..

    ب-الإيقاع:يدرس بنوعيه :

    -الإيقاع الخارجي أي الوزن والقافية والروي وتبيان مدى خدمة هذا الإيقاع للموضوع

    -الإيقاع الداخلي:التكرار للأصوات( الصوامت والصوائت)-للملفوظات-للعبارات- للجمل- للمقاطع.تكرارالتطابق -التجانس -الصيغ الصرفية- الترادف-التضاد ثم استخراج التوازي بأنواعه المدروسة.ولابد من تبيان وظيفة الإيقاع في تأكيد المعنى وخلق انسجام صوتي وجرْس موسيقي يعمق الدلالة ويضع الرؤية الشعرية في السمع.

    المستوى الدلالي:تدرس فيه الصورالشعرية بتحديد أساليبها:التجسيم- التشخيص-التجريد.وأنواعها(مفردة . جزئية. بسيطة) مركبة- كلية.ويستحسن دراسة الصور من خلال:

    1-"المنظور التكويني أي مم تتكون الصورة ؟ من تشبيه أم استعارة ...

    2-المنظور العلائقي :ماطبيعة العلاقة بين أطراف الصورة مشابهة أو مجاورة؟مقاربة في التشبيه ومناسبة في الاستعارة أم العكس؟.المقاربة والمناسبة تعني التقليد لأن الشاعر التزم بعمود الشعر في الصورة والعكس يعني أنه تمرد عليه أو جدد.

    3-المنظور الكمي قلة الصورعني ضحالة الخيال وغلبة النزعة التقريريةالمباشرة وكثرتها تدل على خصوبة في الخيال مما يضمن شاعرية النص وبعده الإيحائي.

    4-المنظور المرجعي:من أين شكل الشاعر صوره ؟من الموروث الشعري القديم أم من بيئته ؟والجواب سيجعلنا نصنف الشاعر بسهولة في خانة التقليد أو التجديد.

    5-المنظور الوظائفي:ما وظيفة الصور؟الإيضاح أم التجميل أم إيحاء بدلالة أو حالة نفسية معينة؟أم التأثير في المتلقي أم إقناعه بتنفيره من شيء أو تحبيبه إليه؟

    المستوى التداولي:

    يجب استحضار نوايا ومقاصد المبدع من توظيفه لهذا المستوى .ويستحسن التدرج فيه على النحو الآتي:

    بنية الضمائر:الأنا المتكلمة/النصية وعلاقتها بما تحيل عليه الضمائر الأخرى:علاقة حب. عداء. توتر. نفور. انسجام ..وليس شرطا أن يحيل ضمير المتكلم على الشاعر فقد تتكلم شخصية ما(في الشعر السردي) أو يكلم الشاعر عنصرا من الطبيعة(الشعر الذاتي).ثم تحدد طبيعة الجمل النحوية والبلاغية وتحدد وظائفها والدلالات الاستلزامية في الجمل الإنشائية وتبيان مدى خدمة هذا لمستوى لمحتوى النص ومقصديه الشاعر.

    التركيب:

    استخلاص أهم النتائج المتوصل إليها خلال مرحلي الفهم والتحليل مع مراعاة الترتيب أي ما هي أبرز نتائج دراسة المضمون والمعجم والإيقاع والصور والأساليب.؟

    التقويم:مدى تمثيل النص للخطاب الذي ينتمي إليه

    مناقشة النص وإبداء الرأي الشخصي بالحجة والدليل من النص أو من مقروئك حول شعرية النص وجماليته ومدى تمثيله للخطاب الذي أدرجته فيه وبذلك تتأكد من صحة فرضيتك التي أوردتها في التقديم